الجمعة، أبريل 13، 2007

جلالة الملك يأمر بصرف تعويضات لأفراد الأمن المصابين في الحادث وجنازة رسمية لللشهيد زندبة..من بينهم مصور" العلم" المصاب





لايزال المغرب يعيش حالة تأهب أمني قصوى ، وقد تمكنت مصالح الأمن من اعتقال شخصين بمساعدة سكان حي الفرح بالدار البيضاء ، و تم اعتقال أحد الشخصين بعدما دخل أحد المنازل وهدد قاطنيه بتفجير نفسه. وتمكنت مصالح الأمن من السيطرة على هذا الشخص ، وشرعت في استنطاقه للتعرف على دوافع إقدامه على هذا العمل .
وذكرت مصادر أمنية مطلعة أن عمليات مداهمة المنازل انتقلت من حي الفرح بالدارالبيضاء الى حي وادي الذهب الصفيحي بمدينة سلا بحثا عن عناصر يشتبه في ارتباطها بانتحاريي فضاء الانترنيت بالدار البيضاء يوم 11 مارس الماضي.
وأكدت عدة مصادر أن الانتحاري الرابع كان متخفيا في زي امرأة ، كما أفاد مصدر أن مصالح الأمن حجزت في منزل الانتحاريين بحي الفرح يوم الثلاثاء مواد متفجرة وأحزمة ناسفة كان الانتحاريون على وشك وضع اللمسات الأخيرة لجعلها قابلة للانفجار.
وقد طوقت مخارج ومدا خل مدينتي الدارالبيضاء والرباط بالحواجز الأمنية ، وأوضحت مصادر أمنية أن العديد من عناصر القوات المساعدة وقوات مكافة الشغب تم استدعاؤها للقيام بعمليات تمشيطية في مجموعة من المدن.
وأعلن شكيب بنموسى وزير الداخلية أن الأجهزة الأمنية ما تزال تتعقب 3 أو 4 من الإنتحاريين المفترضين، والتي تؤكد المعلومات الأمنية المتوفرة أن لهم علاقة 11 مارس المنصرم وكذا تفجيرات يوم الثلاثاء الماضي.
وأكد بنموسى في ندوة صحفية عقدها بمقر ولاية الدار البيضاء مساء أول أمس، أن المعلومات المتوفرة تشير بقوة إلى وجود علاقة وثيقة بين عناصر هجمات مقهى الأنترنيت والانتحاريين الذين فجروا انفسهم بحي الفرح، وأفاد أن النتائج التي توصل إليها المختبر العلمي للشرطة تشير إلى أن المواد المتفجرة التي حجزت يوم الثلاثاء هي نفسها تلك التي عثرت عليها مصالح الأمن بحي مولاي رشيد قبل أيام.
وأكد أن السلطات الأمنية المغربية تمكنت من إحباط مخططات إرهابية لهذه الخلايا بفعل التنسيق التام الذي يوجد بين جميع المصالح الأمنية والسلطات المحلية لرصد عناصر المجموعة التي تقف وراء التفجيرات الإرهابية ليوم11 مارس الماضي، وهو الشيء الذي مكن من إلقاء القبض على جل عناصر هذه المجموعة, بينما فجر آخرون أنفسهم، كما أوضح أن جميع الأجهزة الأمنية تعمل في إطار نوع من التضامن، حيث تعمد إلى تبادل المعلومات الامنية فيما بينها الشيء الذي سهل المهمة على هذه الأجهزة الأمنية في رصد وتعقب العناصر الأمنية.
واعترف وزير الداخلية بأن الإمكانيات المادية واللوجيستيكية الموضوعة رهن إشارة جهاز الشرطة مهما كان حجمها فهي تبقى غير كافية.
وفي معرض رده على سؤال لجريدة العلم حول ما إذا كانت هناك خطة لدعم الجوانب اللوجيستيكية الكفيلة برفع مستوى الحماية لعناصر الشرطة أثناء تدخلها لتعقب العناصر الإجرامية بصفة عامة والعناصر الإرهابية على وجه الخصوص، وكذا تحسين الحالة المادية لأفراد جهاز الأمن الوطني، قال الشرقي أضريس المدير العام للأمن الوطني، إن هناك مخططا خماسيا سيتم تطبيقه قريبا مباشرة بعد أن تصادق عليه الجهات المعنية، يهدف إلى الرفع من مستوى التجهيزات اللوجيستيكية الموضوعة رهن إشارة جهاز الشرطة.
واعتبر أن من شأن هذا أن يزيد من فعالية هذا الجهاز، كما أكد أن الإدارة العامة للأمن الوطني ستقدم على الرفع من نسبة التعويضات على ساعات العمل الإضافية وتعويضات المخاطر، وهو ما سيساهم في تحسين الوضعية المادية لهذه الشريحة من رجال الأمن.
وفي معرض رده على سؤال آخر للعلم حول الاضطرار إلى الاستعانة بقوات من الدرك الملكي في آخر لحظة، قال إن هذا النوع من التنسيق يبقى أمرا طبيعيا.
وأكد وزير الداخلية أنه لا توجد أية روابط بين اعتداءات الدار البيضاء والأعمال الإرهابية التي وقعت ببلدان مجاورة، في إشارة إلى اعتداءات العاصمة الجزائرية، واستبعد في الوقت ذاته وجود أي علاقة مباشرة بين منفذي تفجيرات الدار البيضاء وخلايا إرهابية دولية.
وأعلن وزير الداخلية، في هذه الندوة الصحافية التي حضرها كبار المسؤولين الأمنيين بالدار البيضاء، أن الحصيلة الإجمالية لتفجيرات يوم الثلاثاء الماضي بحي الفرح، خلفت قتيلا واحدا وهو مفتش شرطة، و21 جريحا من بينهم رجال أمن وصحفي، .
واعتبر شكيب بنموسى أن عمليات مصالح الأمن كانت ناجحة وناجعة بكل المعايير، وهي تعطي الدليل على أن الخلايا الإرهابية قد فشلت في مخططاتها الإرهابية، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها مختلف المصالح الأمنية وكذا انخراط ودعم المواطنين في التصدي لهذه الجرائم .
وأعلن وزير الداخلية أن جلالة الملك أمر بصرف تعويض جزافي لكل فرد من أفراد الأمن الذين أصيبوا في اعتداءات يوم الثلاثاء، قدره 250 درهم وستتم ترقيتهم إلى الرتبة الأعلى ، كما أعلن أنه ستقام جنازة رسمية لمفتش الشرطة الراحل محمد زندبة الذي استشهد خلال أداء واجبه المهني والوطني.
وذكر مصدر أمني أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحالت أمس الخميس متهما ضمن خلية عبد الفتاح الرايدي الذي فجر نفسه يوم 11 مارس بمقهى عمومي للأنترنيت بسيدي مومن بالدار البيضاء ، مما أفضى الى مقتل الانتحاري واصابة 4 مواطنين بجروح في الوقت الذي لاذ الانتحاري المفترض يوسف خدري بالفرار بعد إصابته بجروح ليتم اعتقاله. وقد احيل لحدود أمس 33 متهما ضمن خلية الأحزمة الناسفة منذ 11 مارس ، بينما لايزال البحث متواصلا بعدد من المدن عن انتحاريين.