الجمعة، ماي 23، 2008

خبراء مغاربة وإسبان يحذرون من "حرب المياه" القادمة





خبراء مغاربة وإسبان يحذرون من "حرب المياه" القادمة

حذر خبراء مغاربة وإسبان، من خطورة الوضع المائي بالمنطقة المتوسطية، وذلك خلال اشغال المؤتمر 22 لصحفيي البوغاز، المنظم بتطوان بداية الأسبوع الجاري، والذي اختار كمحور له "ندرة المياه وتأثيراتها السلبية على ساكنة المنطقة المتوسطية"، حيث شارك فيها مجموعة من الصحفيين المغاربة والإسبان، إضافة لخبراء ومختصين وفاعلين جمعويين في هذا المجال.
وقد نبهت جل التدخلات ل "حرب المياه" القادمة، والتي ستكون هي أكبر حرب في الخمسين سنة المقبلة، خاصة في ظل موجة الجفاف والندرة التي اصبحت تعاني منها، عدد من المناطق سواء بالمغرب أو بإسبانيا، وإذا كانت الجارة الإيبيرية، قد وصلت مرحلة متقدمة من هذا المشكل، دفعها للبحث عن حلول له، سواء عبر تصفية المياه العادمة أو تحلية مياه البحر، بل وحتى نقل باخرات صهريجية فيما بين مدنها.
مقابل ذلك، كشف متحدث مسؤول، خلال عرضه عن كون ما يتوفر عليه المغرب حاليا من مياه كاف لسد حاجياته لمدة مهمة، خاصة في ظل سياسة السدود التي انطلقت منذ سنوات، وإعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن سياسة مائية جديدة مؤخرا، كل ذلك، جعل المتحدث يحمل بعض التفاؤل، وإن كان يؤكد أن المغرب بدوره مهدد بالعطش، وأنه ما لم يتم ترشيد استهلاك المياه، فالمشكل سيحل في اقرب وقت ممكن.
من جهته أوضح زين العابدين الحسيني، وهو فاعل جمعوي مهتم بقضايا الماء، أن هناك إشكالات كبرى تضر بالموارد المائية المتوفرة، وأن الإكراهات العالمية، سواء منها ثقب الأزون والتغيرات المناخية، وكذلك تراجع نسبة التساقطات، كلها إكراهات، قد تعجل بقرب وصول الفترة التي يتخوف منها الجميع، حيث يقول باحثين ومختصين أن مشكل المياه، سيظهر قويا في غضون الستين سنة المقبلة، إلا أنه بالنظر للوضع الحالي، فقد تكون الفترة أقل، وتصبح في غضون الأربعين سنة المقبلة.
وفي ذلك ثمن المشاركون في فعاليات المؤتمر 22 لصحفيي البوغاز سياسة السلطات العمومية في مجال الحفاظ على الموارد المائية بالمملكة بهدف توفير الماء لجل السكان، والتي يترجمها إقدام جلالة الملك محمد السادس على تدشين سد طنجة المتوسط وإعطاء الانطلاقة لسد مرتيل بالمنطقة الشمالية للبلاد.
ودعا المشاركون في التوصيات الصادرة في ختام هذا المؤتمر ، الذي انعقد بمرتيل في الفترة ما بين 17 و 20 ماي الجاري تحت شعار "مشاكل ندرة المياه وتأثيراتها على سكان المنطقة"، إلى الاستمرار في دعم الجهود المبذولة لتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب انطلاقا من السدود المقامة بواسطة قنوات الجر الجهوية، وطالبت التوصيات أيضا بتنظيم حملات تحسيسية على مدار السنة للتحذير من مغبة تبذير المياه والافراط في استهلاكها خاصة الجوفية منها وعدم استغلالها إلا عند الحاجة، كما دعت الاتحاد الاوربي إلى دعم الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الماء والبيئة .
وانتهز المشاكرون هذه المناسبة للإشادة بمشروع السقاية العمومية الالكترونية "سقايتي" المنجزة من طرف مجموعة "فيوليا المغرب" بمرتيل ، والذي دشن على هامش فعاليات هذا المؤتمر، وتستفيد منه 80 عائلة في مرحلة أولى، وذلك لمساهمته في ترشيد استهلاك المياه وتوفير الخدمات الضرورية في هذا المجال .
كما عبروا عن ارتياحهم لمستوى العروض المقدمة من طرف عدد من المتخصصين، والتي مكنت من إلمام عناصر الجمعيتين بالمشاكل التي يطرحها حاليا ومستقبلا موضوع ندرة المياه في الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الابيض المتوسط نظرا لتكاثر السكان وزيادة الطلب على هذه المادة الحيوية لحياة الانسان ولتنميته الاقتصادية والاجتماعية وللتوازن الايكولوجي .
وكان المشاركون في هذه الدورة قد تتبعوا عروضا ألقاها عدد من المسؤولين والخبراء في البلدين ، تناولت الوضعية الحالية للموارد المائية بمنطقة شمال المغرب وجنوب اسبانيا التي تعرف طقسا متقاربا جدا، والتحديات المستقبلية التي يطرحها النقص الحاصل في الموارد المائية والمتمثلة على الخصوص في الطلب المتزايد على الماء على الصعيدين الوطني والدولي، وعدم التحكم في التأثيرات السلبية المترتبة عن عدم انتظام الموارد المائية والتأثيرات الناجمة عن التلوث ومحاربة انجراف التربة .
كما قام المشاركون خلال هذه الدورة بزيارات تفقدية لبعض المرافق المائية التابعة للوكالة المفوضة بتدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير بجهة طنجة تطوان (أمانديس) ومنها محطة معالجة المياه العادمة بطنجة ، ومشروع "سقايتي" بمرتيل، وكذلك لمرافق تديرها وكالة الحوض المائي اللوكس .
وقد تميزت الدورة بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين الكلية المتعددة التخصصات بتطوان والجمعيتين المغربية والاسبانية .