الأربعاء، ماي 31، 2006

لا لتشويه صورة تطوان


أثار نشر جريدة " الصورة الصحافية" و "جريدة الاسبوع" خبر وصور تتعلق بمتظاهرين يحملون الاعلام الإسبانية، بمناسبة فوز المغرب التطواني على اتحاد طنجة، ردود فعل مختلفة، وقد توصلت الجريدة برأي الزميل الأمين مشبال، ننشره قصد فتح نقاش حول الموضوع، وأن كنا لانتفق مع كل ما ورد فيه، ونرحب بكل مساهمة أو رأي في هذا الشان –الصورة الصحافية-

نشرت جريدة الأسبوع في عددها الأخير، خبرا صدرته صفحتها الأولى تحت عنوان: أخطر حادث في المغرب منذ الإستقلال، متظاهرون في تطوان يرفعون الأعلام الإسبانية"، مصحوبا بصورة لثلة من المراهقين يرتدي البعض منهم قميص الفريق التطواني ويحملون الراية الإسبانية.
وبالرجوع إلى العنوان المثير والموقع الذي احتله الخبر المذكور في الجريدة، فإن القارئ والمتتبع للشؤون السياسية لبلدنا، سيتوهم أن الأمر يتعلق بتظاهرة شعبية أو حركة سياسية تعبر عن حنين للماضي الإستعماري ولعهد الحماية الإسبانية.
وللأسف الشديد،فقد سبق أن ذهب الغباء الرياضي لأحد الأقلام الصحفية الرياضية المعروفة في مقال نشرة بنشرة رياضية محلية في بأن ربط بشكل تعسفي بين عشق جمهور عريض بالشمال ( وهذا موجود بمناطق أخرى من المغرب) لأحد الفريقين العتيدين بالبطولة الإسبانية
( ريال مدريد وبرشلونة ) وبين ارتباط عاطفي وحنين وهمي لعهد الحماية البائد؟
والحقيقة الضائعة في الخبر المذكور هي أن الأمر لا يعدو أن يكون لهو وعبث مراهقين كانوا يحتفلون بفوز المغرب التطواني على اتحاد طنجة وبالتالي ضمانه البقاء ضمن أندية الصفوة، بأسلوب لا يخلو من تهور ولا مسؤولية، وهو أمر يدعو إلى بذل مجهودات إضافية من طرف الفعاليات الرياضية بصفة خاصة والجمعوية بصفة عامة.
هذا ، دون إغفال أن لمشجعي الكرة عبر العالم " طقوسهم " الخاصة التي تتناقل عبر وسائل الإعلام . وقليلا ما يخلو ملعب من ملاعب العالم من رايات لبلدان أخرى ، فالراية البرازيلية توجد في كل البقاع، كما أن راية الكاميرون موجودة ببرشلونة، والراية البريطانية موجودة في البرنابيو، وشاهدنا حتى الراية المغربية طلعت علينا في نهاية كأس عصبة الأبطال... فالراية ومجموعات الأنصار والشهب الإصطناعية وغيرها كلها أمور تدخل في مجال " الطقوس " الكروية. وليست كلها بالطبع في المستوى، لذا يتعين القيام بعمل تحسيسي، مع إعطاء الأمور حجمها الطبيعي.
لكن ما يرفضه سكان تطوان بجميع فئاتهم الإجتماعية ومشاربهم السياسية والجمعوية، هو أسلوب الإصطياد في الماء العكر الذي تذهب إليه بعض الأقلام الصحفية، وسعيها إلى إعطاء إشارات وإيحاءات سياسية زائفة وخطيرة، تسعى ضمنيا إلى التشكيك في الروح الوطنية العالية لسكان هاته المنطقة وتمسكهم بمقدسات الأمة المغربية التي تشكل الإسمنت الذي يلحم جسم الشعب المغربي بكل فئاته الإجتماعية والثقافية عبر العصور. كما أن ساكنة تطوان رجالا ونساءا كانت وستظل دوما وفية ومفتخرة بماضيها الوطني وباحتضانها للحركة الوطنية، وإسهامها، ما بعد الإستقلال، في ضريبة النضال من أجل الكرامة والديموقراطية.



الأمين مشبال -