الجمعة، نونبر 23، 2007

إصدارات بتطوان





صدر حديثا للكاتب والباحث الأستاذ محمد الحبيب الخراز ، نقيب سابق لهيئة المحامين بتطوان ، كتاب تحت عنوان " سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية " في جزءين ، تناول فيه النشاط الدبلوماسي لسفراء تطوان المعينين على امتداد الدولة العلوية بدأً من عهد المولى إسماعيل إلى عهد محمد السادس، مستعرضا أسماءهم حسب الترتيب الزمني ، والاتفاقيات التي وقعها البعض منهم باسم المغرب سواء مع فرنسا ، أو انجلترا ، أو اسبانيا، في نطاق التبادل الاقتصادي والسياسي، واحترام حرية المرور للسفن البحرية التجارية والعسكرية التي تجوب البحار ، بين البلدين، وعدم تعرضها لأي اعتداء أو قرصنة، وحمايتها من غارات الأعداء لهذه الدولة ، أو تلك ، وهي اتفاقيات تبرز الدور الكبير للمغرب حينما كان قويا في أعالي البحار ، تصول وتجول سفنه عبر القارات.
ثم يتطرق الكتاب لاستعراض المؤامرات التي كانت تدبر ضد المغرب من أجل احتلاله ، وتوسيع منطقة النفوذ الدولي فوق ترابه، بعد نكسة معركة إسلي سنة 1844 دفاعا عن الجزائر، وحرب تطوان سنة 1859 ـ 1862 التي تعتبر حربا صليبية من خلال كشف الوثائق والرسائل المتبادلة بين اسبانيا التي تهدد فيها المغرب بالحرب ،مستغلة مرض وموت السلطان المغربي عبد الرحمان بن هشام ، وبين النائب السلطاني محمد الخطيب الذي كان يجنح للسلم /، والتذكير بحسن الجوار والوئام بين بلاده وبين الجارة اسبانيا ، ومع ذلك أعلنت الحرب على المغرب في الظروف الحرجة التي كان يمر منها ، ثم أبعاد مؤتمر مدريد ، ومؤتمر الجزيرة الخضراء ونصوصه القانونية، وقضية تنظيم البوليس بطنجة للمحافظة على الأمن ، وقضية البنك المخزني ، وطريقة تسييره ، وضمان القروض الممنوحة للدولة المغربية ، ورأي بعض المحللين المغاربيين بشأن ذلك ، والمعركة الفقهية والقانونية الأوروبية التي قامت ضد المولى عبد الحفيظ بشأن الإمتياز الذي أعطي بظهير لمستثمر ألماني لاستخراج مناجم الحديد بالمغرب ، والموقف الموحد لفرنسا واسبانيا لفرض التغلغل الاستعماري بعد ذلك .
كما يتناول الكتاب جوانب متعددة لدور سفراء تطوان بعد استقلال المغرب ، إلى المرحلة الحاضرة.
ويعتمد الكتاب على أكثر من 250 وثيقة بين ظهائر سلطانية ، من تعيينات ، وأوامر ، والجواب عنها في إطار التسيير الدبلوماسي المحكم الذي كانت تنشطه دار النيابة بطنجة، خصوصا في عهد النائب السلطاني الحاج محمد الطريس الذي أغنى المجال الدبلوماسي المغربي بآلاف الوثائق ما زالت مطمورة في المكتبات العامة المغربية .
إنه كتاب يؤرخ لعهد المغرب الدبلوماسي بتطوان على امتداد خمسة قرون تقريبا، إضافة إلى نصوص بعض المعاهدات التي لم تنشر لحد الآن.
ولا شك أنه سيعزز المكتبة الجامعية المغربية والعربية لإتمام بعض من البحث العلمي الأكاديمي الدبلوماسي في هذا المجال.

عنوان المؤلف: شارع محمد الخامس رقم 22 تطوان
صندوق البريد 321 ، الهاتف: الثابت 039965756
039979684
الجوال061246655