السبت، دجنبر 22، 2007

مسؤول إسباني: رجال أمن المغاربة دفعوا 19 مليونا من أجل


30 ألفا يعبرون الحدود يوميا إذا دفع كل منهم 10 دراهم ستصل الرشاوى إلى 30 مليون سنتيم
"يؤدي بعض رجال الأمن المغاربة رشوة قدرها 19 مليون سنتيم (18.000 أورور) مقابل تعيينهم بالنقطة الحدودية بباب سبتة"، نظرا لما تدره هذه النقطة من أموال باهظة عبارة عن رشاوي من أجل إغماض العين عن كل ما يجوز وما لا يجوز دخوله إلى التراب المغرب. كانت هذه شهادة أكبر مسؤول أمني إسباني في مدينة سبتة وذلك خلال إلقائه محاضرة ضمن الأيام الدراسية التي تنظمها الجامعة الوطنية لدراسة عن بعد. وأضاف الرئيس الأمني خوصي سانشيس، في محاضرته أن بعض رجال الأمن المغاربة يقدمون هذا القدر المالي الخيالي، بهدف تعيينهم في باب سبتة لكونهم متيقنون من استعادة هذا المبلغ في ظرف سنة واحدة وذلك عن طريق أموال الرشوة التي يحصلون عليها، نظرا لأطنان السلع الإسبانية التي تدخل التراب المغربي، بعد ما تؤدي الأتاوات والرشاوي لبعض رجال الأمن المفترض فيهم مراقبة الحدود. وكان سبق لوزير الداخلية المغربي والمسؤولين الأمنيين أن وجهوا مذكرات عديدة تحذر من تسرب عناصر متطرفة إلى المغرب، ومشددة على مسؤولي باب سبتة توخي الحذر والحزم في ختم جوازات السفر ومراقبة السيارات المحملة بالسلع القادمة إليه.
شهادة هذا القائد الأمني الإسباني تعتبر الأولى من نوعها حيث أكد فيها كيف "يشاهد بعينيه رجال الأمن المغاربة يتخاصمون ويتسابقون فيما بينهم من أجل الظفر بـ 10 أو 5 دراهم" وهي مقدار الرشوة التي يقدمها أكثر من 20 ألف مغربي من أجل اجتياز الحدود المغربية دون الـتأشير على جوازات سفرهم أو الـتأكد من هوية صاحبها بعد إخضاعه لجهاز المعلوميات التابع لوزارة الداخلية. كما أشارت محاضرة الرئيس الأمني خوصي سانشيس إلى المعاملة السيئة وخروقات حقوق الإنسان التي يمارسها بعض رجال الأمن تحت أعين مسؤوليهم بنقطة الحدود بباب سبتة، حيث تطرق لحادثة ركل ورفس امرأة مغربية بالمعبر الحدودي من طرف رجال الأمن" مضيفا أنهم تركوها مطروحة أرضا في حالة صحية خطيرة، الأمر الذي اضطرت معه السلطات الأمنية الإسبانية لنقلها في سيارة إسعاف إسبانية رغم أن الأمر لا يدخل في نطاق مسؤوليتهم، كون المرأة الضحية تعرضت للضرب المبرح على الجانب المغربي، " إن معاملة رجال الأمن المغاربة محزنة جدا"، يقول سانشيس. أما فيما يخص الهجرة السرية التي تعبر المغرب في اتجاه مدينة أو التي تتسرب إلى التراب المغربي بطريقة غير شرعية، فقد كشف المسؤول الإسباني أن مصالحه الأمنية تضبط كل يوم أشخاصا مختبئين داخل تجويفات مزدوجة للسيارات تعد لهذا الغرض.
وتعتبر النقطة الحدودية باب سبتة "جنة" لبعض "المرتشين" نظرا للرواج المالي الذي يعرفه هذا المعبر الذي يشهد مرور مهربي المخدرات، والأشخاص، والسلع الاسبانية. وبعملية حسابية بسيطة معرفة المقدار المالي الذي يدخل إلى جيوب بعض المرتشين بباب سبتة، فإذا ما أدى 30 ألفا الذين يعبرون الحدود يوميا، عشرة دراهم فقط من أجل تسهيل عبورهم إلى سبتة، سيكون المقدار المالي هو 30 مليون سنتيم، دون احتساب "التهريب الآخر المنظم" وليس "القوتي"، الذي يدخل التراب المغربي ليلا على شكل قوافل منتظمة محملة بأطنان السلع التي يجهل محتواها دون أن تعترضها أية "مشاكل تذكر" .
المـسـاء/ تـطـوان – جـمال وهـبي