الثلاثاء، ماي 04، 2010

حور مع الصحفي احمد موعتكف بعد عودته من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية


حوار مع الصحفي أحمد موعتكف بعد عودته من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية
الصحفي في أمريكا يسمى ب"كلب المراقبة"
الصحفيون في أمريكا يتخوون من الغرامات المالية الضخمة وليس من المتابعات القضائية


زار أخيرا الزميل أحمد موعتكف مصور ومراسل جريدة العلم ومدير جريدة الصورة الصحافية وعضو الاتحاد الوطني للصحافة البريطانية الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الأيام التكوينية الخاصة ببرنامج الزائر الدولي. وقد نشر الزميل موعتكف عددا مهما من المقالات والصور بكل من القدس العربي ، الباييس، لاراثون، لوبوان، وغيرها من الصحف الأخرى محليا وجهويا ووطنيا. كما قام بعدة ربورطاجات مصورة وتحقيقات صحفية، من بينها تغطيته الإعلامية لأحداث زلزال الحسيمة، وزيارة خوان كارلوس لسبتة المحتلة، وجزيرة ليلى. التقيناه أخيرا بعد عودته من زيارته لأمريكا، وكان لنا معه هذا الحوار:
س: هلا حدثتنا بداية عن مضمون زيارتك للولايات المتحدة الأمريكية ، ما الهدف من الزيارة؟ وماذا عن الأيام التكوينية التي استفدت منها خلال برنامج الزائر الدولي التي تنظمها وزارة الخارجية الأمريكية؟
ج: قمت رفقة مجموعة من الصحفيين بزيارة لكل من واشنطن العاصمة، وفلوريدا، ، وكاليفورنيا. وقد ركزت هذه الزيارة على المؤسسات الإعلامية الكبرى من قبيل "الواشنطن بوست"، "صوت أمريكا"، والمركز الدولي للصحفيين، إضافة إلى الجرائد المحلية والمجلات والقنوات المحلية، ومن الجانب السياسي، تمت زيارة البيت الأبيض و "الكونغريس" (مجلس الشيوخ)، ملحقة وزارة العدل، إضافة لزيارة أحد السجون النموذجية، المعهد العالي لتقنيات البناء والتعمير، كما تمت زيارة مؤسسات تعليمية وبيداغوجية أخرى.. وقد وقفنا على كيفية اشتغال هذه المؤسسات الإعلامية سواء على مستوى عدد السحب، أو الطبع أوغيرذلك، حيث لاحظنا أن جريدة محلية تطبع 300 ألف نسخة في اليوم، والواشنطن بوست كجريدة وطنية تطبع أربعة نسخ في اليوم ب 600 ألف نسخة في اليوم..شيء آخر لاحظناه خلال الزيارة هو أنه لا وجود هناك لقانون منظم للصحافة، حيث أنه بوسع أي شخص، أن يصدر جريدة، فقط ينبغي أن يكون ملما بالصحافة، والشيء الوحيد المطلوب منه تسجيلها في المالية. أما على المستوى القضائي، فإن أغلب الصحفيين لايتخوفون من المتابعات القضائية، لكنهم يتخوفون أكثر من الغرامات المالية في هذا الصدد، التي غالبا ما تكون خيالية. شيء آخر يلفت الانتباه أكثر هو ضمان الحق في الوصول إلى المعلومة، حيث لاوجود لمشكلات تعترض الصحفي هناك بخصوص هذه النقطة. أما على مستوى التعويضات، فلا فرق بين مصور أو محرر صحفي، إذ يتقاضى طوال السنة 65 ألف دولار، أي ما يعادل 54 مليون سنتيم. وفي حالة إجرائه لتحقيق صحفي أو ربورطاج خارج الولاية التي يقيم بها، يتصل بالقسم المالي للجريدة ويسحب بطاقة بنكية لتغطية كافة المصاريف للقيام بمهامه على أحسن وجه...


س: لم تتحدث لنا عن الأيام التكوينية بأمريكا التي تدخل في إطار برنامج " الزائر الدولي". ماهي أطوار هذه الأيام التكوينية؟
ج: انصب التكوين بالدرجة الأولى على التحقيق، الاستجواب، الربورطاجات المصورة،الخاصيات التي ينبغي على الصحفي أن يتحلى بها كالدقة، والاستقلالية والحرية والمراقبة مثل ما يسمونه هناك ب " كلب المراقبة"، إضافة إلى أنه ينبغي أن يتمتع بشبكة العلاقات خصوصا بالنسبة للمصادر وسريتها.. وتحديه لكافة الصعوبات التي قد تواجهه في عمله المهني. من الاشياء الأخرى التي لفتت انتباهنا في الزيارة تركيز الأمريكيين على الإشهار، وقد أثرت الأزمة العالمية على العديد من الصحف على مستوى الاستفادة من الإشهار، الأمر الذي دفع بعضها على الإقفال أو تسريح الصحفيين.
س: علمت أنك زرت أيضا مجلس الشيوخ الأمريكي وعدد من الفضاءات الأخرى. هل لك أن تعطينا فكرة عنها؟
ج: بالطبع، كانت زيارة خاصة لهذا المجلس من أجل أخذ فكرة عن عمل هذه المؤسسة، التي تتعاقد مع قناة تلفزية تنقل جميع الأنشطة داخلها. كما تتوفر على مكتب إعلامي خاص بالتواصل. وقمنا أيضا بزيارة لسجن نموذجي بميشغين للاطلاع على وضعية السجون في أمريكا وعدد من الفضاءات الأخرى كمتحف الإخبار الذي يتوفر على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
س: ماذا استفدت أخيرا من هذه الأيام التكوينية بأمريكا؟
ج: لقد كان حلمي أن أزور الولايات المتحدة الأمريكية، التي يوجد بها 50 ولاية، وقد استغرقت هذه الأيام ثلاث أسابيع، وأهم شيء استفدت منه شخصيا هو التحقيق والربورطاج المصور وشساعة الحرية الإعلامية المتوفرة والديمقراطية التي ينعم بها الإنسان الأمريكي في عدة مجالات ومنها الإعلام. ولن أنسى تلك الضيافة التي استأثرنا بها من طرف أربعة أسر أمريكية والتي تدخل في إطار البرنامج، سبق لهم أن زاروا المغرب ولهم معرفة قوية به وبعاداتنا وتقاليدنا

حاوره يوسف خليل السباعي