الجمعة، يوليوز 20، 2012

لأول مرة في تاريخ  مدينة مرتيل السياحيةقرار رسمي يقضي بمنع السباحة ويحرم أكثر من 600 ألف مصطاف من الاستحمام بمياهه
 تصوير: أحمد موعتكف
المضيق- جمال وهبيأقدمت عمالة المضيق-الفنيدق على منع السباحة بشاطئ مرتيل السياحي. ووقفت "المساء"، صباح يوم أمس، على عملية تثبيت لافتة كبيرة بجزء من الشاطئ مكتوب عليها "ممنوع السباحة" بسبب تلوثه، وهي سابقة من نوعها في تاريخ هذا الشاطئ الذي  يعتبر ملجأ  لأكثر من 600 ألف زائر خلال كل موسم صيف، وفق تقديرات رسمية للسنة الماضية، ما بين سكان مدينة تطوان ومرتيل، والسائحين القادمين إليه من داخل وخارج المغرب. مصادر "المساء" كشفت أن اتخاذ هذه "القرار الصعب" جاء بعدما أصدرت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة تقريرا يفيد بكون شواطئ مدينة مرتيل والمضيق السياحيين وشاطئ الريفيين غير صالحة للاستحمام، خصوصا بعدما كشفت  أن رمال شاطئ مرتيل تحتوي على تلوث بالمواد المعدنية "النيكيل" أو النفطية، بالإضافة إلى شاطئي أزلا وأمسا، اللذين أصبحا كذلك غير صالحين للاستحمام،  بعدما عرفت هذه الشواطئ تراجعا خطيرا في جودة مياهها بسبب تلوثها بمخلفات الصرف الصحي، أو بسبب الاكتظاظ الكبير للمصطافين موازاة مع نقص في البنية التحتية. وأضافت مصادرنا من عمالة المضيق - الفنيدق ان تقريرا داخليا أنجزته سلطة مرتيل المحلية، تحت إشراف خليفة لباشا المدينة، أكد فيه أن  مياه الشاطئ، والتي تمتد من نصفه إلى غاية منطقة "الديزة" ملوثة بشكل كبير ومضرة لصحة الإنسان، ليخلص التقرير  "بضرورة منع الاستحمام فيه".  ولم يتسن لنا معرفة ما إذا كانت عمالة المضيق – الفنيدق ستقوم بتثبيت نفس لافتات قرار منع السابحة بشاطئ المضيق، وساحل الريفيين القريب من مدينة الفنيدق، والذين أدرجهما تقرير وزارة الطاقة والمعادن والبيئة كذلك ضمن الشواطئ الغير الصالحة للاستحمام. ورغم تثبيت اللافتات المذكورة فقد عاينت الجريدة كيف أن معظم المصطافين لم يكترثوا أو لم ينتبهوا للأمر وهو ما يعرض صحتهم للخطر جراء تلوث مياه البحر. من جهته أوضح خبير مغربي في مجال البيئة أنه رغم كون اللافتة  تنص على عدم السباحة في جزء من الشاطئ إلا ان ذلك  يبقى غير مجديا لكون مياه البحر تتحرك من منطقة إلى أخرى جراء عوامل المد والجزر، أو بفعل الرياح التي تغير اتجاه المياه الملوثة من منطقة إلى أخرى.  وعبرت ساكنة تطوان عن أسفهما لما آل بشواطئهم، كما أنها أصحبت يجهل الوجهة التي ستأخذها لقضاء فصل الصيف رفقة أبنائهما، إذ أن أغلبهم اقتنى شقق صيفية بشريط تامودا بي السياحي أو بمدينة مرتيل، مستنكرين كذلك عدم قيام عمالة المضيق الفنيدق بحملة تحسيسية لإشعار المصطافين بضرورة تجنب السباحة في الشاطئ المذكور تفاديا لتعرض صحتهم للخطر  وسلامة أطفالهم من تداعيات صحية جراء استحمامهم في ساحل ملوث.