الثلاثاء، شتنبر 12، 2006

هل تم تغييب مستشفى الأمراض الصدرية عمدا؟




بقلم-محمد الحبيب الخراز

على بعد 15 كيلومترا من مدينة تطوان ، تقبع قرية دار " ابن قريش " الجميلة بسحرها
الطبيعي الخلاب ، ذي المراتع الخضراء والروابي الفاتنة، والشلالات المائية العذبة ، والهواء النقي الذي يسحر الأنفاس ويشفي القلوب من الأمراض، والصدور من الآفات. فكان منزلة طبيعية للأستشفاء من كل علة بسبب موقعه الفاتن المطل على الجبال والوديان ، ونسيمه العليل النقي الصافي.
في عهد الحماية و في الأربعينات من القرن الماضي بنى فيها الأسبان مستشفى الأمراض الصدرية، تتوفر فيه كل التجهيزات الطبية ، والأطر المتخصصة ، والممرضات من المربيات الراهبات، كعامل نفسي يساعد المريض على الشفاء العاجل لحسن استقبالهن واعتنائهن بالمرضى ولباسهن الأبيض الناصع ،فكان متنفسا لعلاج كل مريض، يقصدونه من كل من أبتلي بهذا المرض من جميع أنحاء المغرب. وأضحى ملجا للغادين والرائحين. وحتى من ذوي الحيثيات والنفوذ .
وحاول هذا المستشفى أن يبقى صامدا طيلة مدة استقلالنا رغم ضياع الكثير من أناقته وتجهيزاته وأطره ، وأدويته، وخصوصا نظافته التي كان يضرب بها المثل في عهد الحماية .
وأخيرا تعرض هذا المستشفى لهزة الإهمال، ولغياب الأطر الكافية ، والأدوية ذات المناعة من المرض ، ولعدم الاهتمام بالمرضى، وانعدام الراحة أمام تزاحم البنايات حوله، مما قلل من موقعه الخلاب .
وربما خمن بعض المسؤولين أن يتفطن جلالة الملك لموقع هذا المستشفى ، وهو المقيم بتطوان أنذاك فأزالوا لا أدري عن قصد أو عن غير قصد اللوحة الإعلامية لموقع هذا المستشفى من الطريق الذاهبة إلى شفشاون والتى تشير بالسهم إلى موقعه
حتى لا يتعرضوا للتوبيخ كما تعرضوا له عند زيارته جلالته المفاجئة لمستشفى الفنيدق.الذي دشنه في السنة الماضية ، وبقي بدون تجهيز كامل، دون أن يشعروا الجهات المسؤولة عن الأسباب والدوافع لذلك. ونسوا أن الملك حينما يدشن مشروعا يبقى تحت أنظاره في المتابعة والمراقبة. .
وأصبح على المرضى الذين يريدون الذهاب الى مستشفى دار ابن قريش أن يبحثوا عنه في الخريطة السياحية للوطن . لذلك أرجوكم أن تعيدوا اللوحة الى مكانها ، وعسى أن يكون المانع خيرا ، لا شرا .