الثلاثاء، يونيو 10، 2008

مصور المساء كريم سلماوي و وعيد " الإجلاس على القرعة "


و الله حتى تجلسو على القرعة"، بهذه العبارة اقتيد كل من الزميلين المصور كريم سلماوي والصحافي فؤاد المدني عن جريدة المساء إلى الكوميسارية، والتهمة أنهما حلا بمدينة سيدي إفني المحاصرة أمنيا يوم الأحد الماضي ، لكشف الحقيقة عما وقع بالمدينة من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان كان "أبطالها" رجال العنكري والشرقي أضريس.
المصور المحترف كريم سلماوي، الذي يجول في كل مدن المغرب حاملا مصورته اللاقطة لآهات وآلام المواطن المغربي ، أصبح يخيف البوليس الذين يتصرفون بطيش و نزق حاد ، كلما اشتبكوا مع المواطنين ، ففي القصر الكبير كانت عدسته التقطت تدخل قوات السيمي في حق المتظاهرين المنددين بما وقع في مدينة القصر، حيث التقط جموع من المواطنين أطلقوا سيقانهم للرياح والسيمي يلاحقهم بهراواته ، فكانت هذه الصورة كاشفة للعقلية الأمنية في تعاطيها مع حدث أساء لمدينة القصر ، هذه العقلية التي لا تتقن سوى لغة الكر والفر كما تظهر الصورة ، وبحنكة كريم التصويرية نشرة المساء في عددها 526 في الصفحة الرئيسية ، عميد شرطة ممتاز يتدخل بعنف ضد أم بلال وهي ساقطة على الأرض وهي تحمل ابنها بلالا فوق ظهرها ، حيث عنف العميد أم بلال وهو يمسك بثيابها ، وقع هذا على إثر تنظيم عائلات معتقلي السلفية الجهادية لوقفة احتجاجية أمام سجن عكاشة ، وقد خلفت هذه الصورة ردود أفعال منددة بسلوك العميد ، وكتب المحامي عبد الرحيم الجامعي مقالة نشرت بالجريدة يندد فيها بما وقع، وأقدمت جريدة الصباح بسلوك يضاد ما قمت به المساء حيث علقت على الصورة أن أم بلال تريد رمي العميد بالحجارة فعنفها ، وبهذا الاتجاه المعاكس انشغلت بعض الصحف في التشكيك ومنها من ندد بهذا التشكيك ، صورة واحدة خلقت نقاشا واسعا بين الصحف ، بين مدين للعميد و متضامن مع أم بلال ، و بين من يبرر سلوك العميد تجاه أم بلال التي أرادت رميه بالحجارة ، بل حسب موقع على في الإنترنيت انخرطت القاعدة في القضية قصد الانتقام من العميد .
هكذا أصبحت صور كريم سلماوي مستفزة ، و تخلق نقاشا إعلاميا واسعا ، بل إن المساء تقدم صور كريم تقديما يراعي احترافيته ، فهو يرافق كل الصحافيين في المناسبات الساخنة ، وينقل الحقيقة التي تنطق دون تعليق ، و جاءت المناسبة لينتقم أحد رجال الشرقي أضريس بإفراغ جام غضبه ، وسب دين الأمهات و دين الصحافة ، وأن يرفع هاتف كريم عاليا و يرطمه بالأرض ، ويتوعده بإجلاسه على القرعة و اغتصاب أمه ، وغادر كريم وفؤاد مدني الكوميسارية عند صدور قرار نزل من الرباط يقضي بإطلاق سراحهما
مصطفى بوكرن / هسبريس