الاثنين، دجنبر 22، 2008

أحداث ميزت سنة 2008 بتطوان

أحداث ميزت سنة 2008 بتطوان


تميزت سنة 2008 بأحداث متنوعة ومختلفة سواء على مستوى المشاريع التنموية المنجزة أو على مستوى الإنجازات الفنية والثقافية، أو بعض الوقائع والقضايا المجتمعية، والتي تنعكس بشكل إيجابي أوسلبي على الناس والبيئة.
عرفت سنة 2008 مجموعة من المشاريع التنموية كان أهمها المشاريع الملكية التي كان لها صدى واسع في جميع الأوساط السياسية والمدنية والاجتماعية بتطوان، حيث وصلت كلفة مشاريع التنمية المندمجة إلى أزيد من مليار درهم، نذكر منها تحديدا، برنامج إعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز بمدينة وادي لو، وتأهيل المجال الحضري لمرتيل، ومخطط التجديد الحضري لعمالة المضيق- الفنيدق برسم الفترة الممتدة ما بين 2008 و2011 والذي يهدف إلى تحسين إطار عيش الساكنة والارتقاء بجاذبية الموقع السياحي " تمودا باي" وتحسين جودة البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية والحفاظ على البيئة، وبرنامج التأهيل الحضري لمدينة تطوان، الذي يتضمن بالأساس تهيئة الطريق الرابطة بين تطوان ومرتيل بكلفة تصل إلى 9 ملايين و920 ألف درهم وغيرها من المشاريع الطرقية الأخرى، ومنها بناء الطريق الرابطة بين الجماعة القروية البغاغزة ودوار سبيرادا على طول 24 كلم وبكلفة 67 مليون درهم. كما تميزت سنة 2008بتطوان بحدث مهم ويتعلق الأمر بإعطاء جلالة الملك محمد السادس انطلاقة المبادرة الوطنية لتوزيع مليون محفظة على الأطفال المعوزين، والتي كان الهدف منها دعم الأسر المعوزة لمواجهة تكاليف الدخول المدرسي للسنة التي نودعها. وعلى مستوى آخر، دشن هذه السنة جلالة الملك بمدينة الفنيدق مستشفى الحسن الثاني الذي يستهدف ساكنة تقدر ب 60 ألف نسمة، والذي أنجز بغلاف مالي إجمالي يقدر بأزيد من 33 مليون درهم ممولة من الميزانية العامة لوزارة الصحة، كما دشن أيضا مركزا صحيا بحي النقاطة ومركزا لتكوين المرأة بحي المحنش أنجزتهما مؤسسة محمد الخامس للتضامن بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 5 ملايين و350 ألف درهم، هذا بالإضافة إلى تدشين مركزين للتأهيل والتكوين البحري ومواكبة أسر البحارة الصيادين ووضع الحجر الأساس لبناء إعدادية بالمضيق، وكذا وضع الحجر الأساس لبناء دار للأطفال ومركز لمصاحبة أسر البحارة والاطلاع على بناء داخلية بوادي لو، وتدشين مسجدي محمد السادس بالمضيق وتطوان.
كما تميزت تطوان من الناحية الثقافية والفنية بفوز الفيلم السوري " هوية " بالجائزة الكبرى في الفيلم الطويل في المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتطوان، وهو حدث فني مهم، كما تميزت بتنظيم مهرجان "أصوات نسائية" في دورته الأولى بمشاركة متميزة للفنانات والمطربات سميرة بنسعيد وماجدة الرومي وأسماء المنور، وبتنظيم فضاء تطاون المتعدد للمسرح المتوسطي الذي نظمته جمعية مؤسسة المسرح الأدبي برئاسة الكاتب المسرحي رضوان احدادو، وعرف حضور جماهير غفيرة التي واكبت عروضه المسرحية التي قدمتها فرق من مصر والجزائر وليبيا والمغرب وفرنسا وإسبانيا، والذي تميز كحدث فني، بتسليم الجماعة الحضرية لتطوان لبناية المسرح الوطني لمؤسسة المسرح الادبي لتشرف على تدبيرها إداريا وفنيا بعد ترميمها، وتعد هذه البناية معلمة تاريخية وفنية وحضارية. وقد تميزت بحضور وظهور فني وسينمائي متميز لفنانتي من تطوان، هما نعيمة بوزيد بمشاركتها في فيلمي " النوارس" لمومن السميحي، و" استر ما استر الله" لفريدة بليزيد، وفرح الفاسي بتألقها في فيلم " زمن الرفاق" لمحمد الشريف الطريبق، وتتويج الأستاذة سميرة القاسمي رئيسة جمعية الندى النسائية سلطانة عاشوراء لهذه السنة. وقد تميزت سنة 2008 كذلك من الناحية الثقافية والفنية بتكريم الشاعر الكبير محمد السرغيني من طرف مكتبة سلمى الثقافية وجريدة " ملامح ثقافية " بتطوان، وتتويج المجلس الوطني للموسيقى الفنانة سميرة القادري مديرة دار الثقافة بتطوان بجائزة الفارابي 2008 بالرباط. غير أن حدث إغلاق المكتبة العامة والمحفوظات بتطون من طرف الجهات المعنية بدعوى الإصلاحات والرطوبة، بعدما كانت تعرف توافدا كبيرا عليها من طرف الباحثين، كان له هذه السنة أثرا سلبيا على العديد من الطلبة والباحثين الذين لم يجدوا بديلا لذلك أمامهم، ما خلف استياء كبيرا في صفوفهم. وتوقيع عرائض ومراسلات وجهت للجهات المعنية لأجل إحداث كلية الطب بتطوان. وتحقيق انتصار جزئي لأصحاب " رسالة إلى التاريخ" والقضاء النزيه عقب القرار الصادر عن المجلس الأعلى بالرباط والقاضي بإيقاف تنفيذ الأحكام الصادرة في حق المحامين الثلاثة الموقعين على هذه الرسالة. وقد عرفت، ولاية تطوان وعمالة المضيق الفنيدق، خلال هذه السنة فيضانات مهولة نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة التي كان لها أثرا كبيرا على المواطنين بالمنطقتين، حيث خلف ذلك وضعا مقلقا وأضرارا جسيمة، خاصة بإحياء النقاطة ( الصومال )، كديوة الشجرة، الرياض، بوجراح العليا، بوسافو، كويلمة، موكلاثة، جامع مزواق، محيط إقامة الشروق، السواني، شارع عبد الخالق الطريس، كلية أصول الدين، واد سمسة، مجمع الفخارة بالملاليين جوار كولينور. وكذلك عدة مناطق تضرر فيها السكان وأصحاب المحلات التجارية بكل من المضيق والفنيدق إلى حد كبير. ومن ناحية أخرى، شهدت منطقة تطوان عدد من الحرائق الغابوية التي أتت على عشرات الهكتارات، وأفادت مصادر بهذا الصدد أن معظم هذه الحرائق، التي تعتبر أكبر جريمة إنسانية، كانت مقصودة، أي بفعل فاعل.
من جانب آخر، شهدت مدينة تطوان جرائم سرقة متنوعة، منها سرقة قطعة خشبية تاريخية تعود لبداية تأسيس مدينة تطوان العتيقة، وبعض الجرائم المتعلقة بالأسرة كمثل جريمة قتل مروعة بمنطقة بوزغلال بضواحي المضيق حيث أقدم الجاني على قتل عمه بذبحه من الوريد إلى الوريد للظفر بزوجة الضحية، حيث وجهت للجاني تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والخيانة الزوجية وأحيل على محكمة الاستئناف لتقول كلمتها في المنسوب إليه، وقد تركت هذه الجريمة، التي تحدثت عنها الصحافة الوطنية والمحلية والرأي العام، أثرا كبيرا في الأوساط المجتمعية وبقيت لمدة طويلة مثار حديث الناس بالمنطقة. وقتل أب لابنه بعد بيع هذا الأخير لكبش عيد الأضحى لأجل اقتناء جرعة كوكايين، وهذا النوع من الجرائم يحدث لأول مرة في تطوان. هذا بالإضافة إلى حادث آخر كان له صدى كبير سواء إعلاميا أو مجتمعيا، ويتعلق الأمر بمحاولة شاب تصفية أسرته بكاملها بحي الطفالين بتطوان، ومنها والدته وأخته وولديها، حيث طعن والدته بسكين 13 طعنة، وقد تصدت له عناصر من الشرطة واعتقلته، حيث تم فتح تحقيق معه وإحالته على محكمة الاستئناف لتقول كلمتها في المنسوب إليه. ومثل هذه الحوادث والأحداث التي شهدتها سنة 2008 لم تعرف مثلها من قبل بهذه الحدة والعنف مدينة تطوان، باستثناء جريمة قتل حدثت في السنين الأخيرة راحت ضحيتها شابة على يد أحد عناصر قوات التدخل السريع الذي قام بتقطيع جثتها بالكامل بسكينين كبيرين، ثم رمى أعضاءها في أماكن مختلفة ومتفرقة بمنطقة كويلمة، والذي انتهت قصته باعتقاله والتحقيق معه والحكم عليه بالإعدام. وفي نفس السياق، قامت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان بأكبر عملية اعتقال في مجال محاربة المخدرات القوية ( الكوكايين والهيروين)، باعتقال أحد العناصر الخطيرة في الاتجار في المخدرات بتطوان الملقب ب " بوريوس "، والذي أدانته أخيرا محكمة الاستئناف بثماني سنوات سجنا نافذا بتهمة العصيان واستعمال العنف والإساءة إلى رجال الشرطة والاعتداء باستعمال أسلحة بيضاء، والاتجار في الكوكايين والهيروين في إطار شبكة داخلية منظمة. وكانت الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان قد نفذت أكبر عملية حجز للمخدرات القوية، حيث تمكن عناصرها من حجز ما يقرب عن 12670 لفافة مختلطة مابين الكوكايين والهيروين، واعتقال ثلاث متهمين ضمنهم المحكوم عليه، والذي توجد في حقه أزيد من 16 مذكرة بحث لها ارتباط بالاتجار في المخدرات القوية.

إنجاز: يوسف خليل السباعي