الجمعة، نونبر 05، 2010







وضع بيئي متدهور تعيشه "مرجة اسمير" بالمضيق بعد انطلاق البناء بها




أصبحت آلاف أنواع الطيور المهاجرة، مهددة بالموت على مشارف بحيرة سمير بضواحي المضيق، وأو ستكون ملزمة بالمغادرة نهائيا بعد أن كانت تلك البحيرة ملجأ وملاذا لهم، يأتونها من كل بقاع العالم في مجموعات مهاجرة منها من تأتي صيفا ومنها من تأتي شتاءا، لكنها لن تجد هاته المرة مكانا لها للتوقف ولا للإستقرار، بعد انطلاق اشغال البناء هناك بعد منح ترخيص لإحدى الشركات للبناء فوقها، رغم الإحتجاجات والمعارضات، وكان قرار عامل المضيق الفنيدق فوق الجميع وقرر تمكين المقاولة من رخصة البناء ولو على حساب الوضع البيئي لتلك البحيرة ذات الحماية الدولية.
وكانت بعض الجمعيات البيئية بالمدينة قد حذرت من الأخطار المحذقة، ببحيرة سمير، والمعروفة لدى ساكنة المنطقة ب"مرجة سمير"، وذلك من جراء تفويتها لإحدى الشركات السياحية الكبرى، لإقامة مشروع عليها، علما أن ذات الشركة "وضعت في فمها ملعقة من ذهب، من طرف عامل المضيق"، خاصة بالنسبة للمشاريع التي قامت بها على مستوى هاته العمالة، تقول تلك المصادر.
تخوفات المجتمع المدني بالمضيق، ترجمتها الرسالة الموجهة من طرف جمعية مرجة سمير للتنمية، للمسؤولين بالمنطقة، خاصة الجماعة الحضرية والعمالة، تثير فيها انتباه هؤلاء، للعواقب البيئية الوخيمة التي يمكن أن تنتج عن تفويت المرجة، أو الترخيص لأية شركة بالبناء عليها، أو حتى استغلالها لفائدتها فقط. ومعلوم ان مرجة سمير، المتواجدة غير بعيد عن مركب مرينا أسمير، بطريق سبتة المحتلة، تعتبر واحدة من الثروات البيئية بالمنطقة، ومنتزه مهم للساكنة هناك، وكذلك للزوار المغاربة والأجانب، كما أنها أكبر مكان لاستقبال الطيور المهاجرة من أوربا، في ذهابها وعودتها، وهو ما أكدته مجموعة من الدراسات المنجزة بهاته البحيرة من طرف خبراء وعلماء، مغاربة وأجانب، بل اعتبرت أكبر محطة استراحة للطيور القادمة من أوربا.
وتطالب عدد من الفعاليات هناك بضرورة حماية البحيرة من أي اعتداء أو تطاول، بل واستصلاحها والإهتمام بها لتظل رافدا بيئيا مهما بالمنطقة، خاصة وأنها جزء من تاريخها وتراثها، بل وجزء أساسي من ذاكرة المكان، خاصة وانها كانت ولازالت متنزها لمئات من الاسر الرينكونية وغيرها. لكن كل ذلك لم يشفع لها، لتفوت عنوة لشركة خاصة لتعوض الإسمنت المروج الخضراء، فيما يبقى الكثيرون يتحدثون عنها وعن موقع وجمالية البحيرة المذكورة، وهو ما جعلها محط أطماع منذ سنوات، إلا أنه لم يتم تمكين أي منها، سواء كاستغلال مؤقت أو كتفويت، حتى في أسوء فترات "تخريب" الشواطئ تلك، والتفويتات المشبوهة لغالبية الأراضي، وبالتالي فإن تفويتها حاليا، سيجعل الأمور تسوء أكثر مما ساءت عليه بالنسبة لوضعية منح كورنيش كامل لذات الشركة بالفنيدق.

الصورة الصحافية -احمد موعتكف