الأربعاء، مارس 16، 2011



وسط وطوق أمني شديد وتزامنت مع "الحراك السياسي" الموجود بالمدينة

وفد يهودي كبير يحج إلى تطوان لمدة ثلاثة أيام

تصوير: أحمد موعتكف

جمال وهبي


أنهى زوال يوم أمس الأحد بمدينة تطوان أكثر من 300 يهودي من إسرائيل ومن إسبانيا، وعدة دول أوربية أخرى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وذلك من أجل ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية اليهودية المسماة بـ "الهيلولة". ويضم الوفد يهودا مغاربة إسرائيليين وآخرين من دول أوربية كفرنسا وإسبانيا، كما يحضر اليهود التطوانيون المقيمون بالأندلس، و بكل من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، والدار البيضاء. وحسب برنامج الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، فإن اليهود الذين كانوا مرفوقين بدورية للدرك والأمن، وسط أمطار غزيرة، سيترحموا على أرواح عائلاتهم بالمقبرة اليهودية بتطوان وفق طقوسهم العبرية، فيما ينتظر أن ينظموا اليوم السبت حفلا في النادي الثقافي اليهودي للاحتفال من المرتقب أن يقيموا يوم غد د قداسا دينيا يهوديا آخرا في بيعة ابن الوليد بحي القدس (الملاح) سابقا. وحسب آخر الإحصائيات فإنه لم يتبق في تطوان سوى سبع عائلات يهودية بعدما كانت المدينة تأوي 35 ألف يهودي قبل أن يهاجر بعضهم إلى ما يصفونها بـ "الأرض الموعودة". وتعرف زيارة الوفد اليهودي لمدينة تطوان إنزالا أمنيا مكثفا تزامنا مع "الحراك السياسي" الذي تعرفه المدينة مؤخر، حيث تفرض الأجهزة الأمنية المغربية حراسة أمنية مشددة على فنادق المدينة الفخمة التي يقيم بها الوفد اليهودي الذي قدم مصحوبا بأشخاص "أجانب" لتأمين إقامتهم كإجراء احتياطي. وأفادت مصادر متطابقة لـ "المساء" أن ولاية أمن تطوان وبعض المصالح الاستخباراتية عقدتا اجتماعات على أعلى مستوى من أجل ضمان أمن وسلامة اليهود الزائرين للحمامة البيضاء، وهي الزيارة التي تعود اليهود القيام بها كل سنة حيث تحاط بسرية تامة تخوفا من ردود فعل غير متوقعة من طرف المعارضين لها. ويعتبر الرابين إسحاق ابن الوليد، الملقب من طرف الطائفة اليهودية بـ "العادل"، أحد أكثر الحاخامات تبجيلا وتقديرا من طرف اليهود السفرديم، حيث قامت حكومة الأندلس في عهد رئيسها مانويل شافيس، وهو من مواليد تطوان، بترميم بيته الموجود في تطوان. واتسمت الهوية اليهودية التطوانية بتدينها البالغ وتشددها في الالتزام الحرفي بالدين اليهودي ومعتقدات التوراة والتلمود، ويمكن هنا الإحالة على دراسات حاييم زعفراني حيث أحصت دراسات عبرية وجود 652 وليا ضمنهم 126 مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، فيما يتنازعون في 36 وليا، كل واحد منهم ينسبه إليه. كما سبق لصامويل يوسف بنعيم أن أصدر في 1980 دراسة مفصلة عن مراسيم ما يزيد عن خمسين هيلولة (احتفال ديني يهودي مغربي) مرتبطة بمواسم الأولياء اليهود بالمغرب التي تبرز حالة السعي اليهودي بالمغرب للتماهي مع الحاخامات وتجديد هذا السعي سنويا