الخميس، مارس 17، 2011




في سابقة من نوعها... والي تطوان يقرر هدم فيلا مدير ديوانه


ويحيله على "الثلاجة"تمتد على مساحة 428 متر وأخلت بالتصاميم القانونية للبناء والوكالة الحضرية تنفي ترخيص البناء لها وشيدت تحت أنظار الوالي السابق ادريس الخزاني




أكد مصدر من مصلحة الاتصال بولاية تطوان لـ "المساء" أن والي تطوان محمد اليعقوبي، أصدر قرارا يقضي "بهدم فيلا فخمة" تعود ملكيتها لمدير ديوانه فؤاد بوشام، الكائنة بمنطقة بوعنان، التابعة لتراب جماعة الزيتون، وذلك بسبب "إخلاله بتصاميم البناء" المقدمة لمصالح التعمير بالجماعة ذاتها. وأضاف المصدر ذاته أن "إرسالية" القرار الولائي القاضي بالهدم قد تم توجيهها إلى المصالح المعنية من أجل اتخاذ التدابير الخاصة بالتنفيذ والذي من المتوقع أن يطال فيلا مدير الديوان هذا الأسبوع، وهي "الفيلا التي شيدها في ظروف مشبوهة إبان فترة صديقه الوالي السابق، ادريس الخزاني الذي تمت إحالته على "كاراج" وزارة الداخلية في شهر نونبر الماضي" تقول مصادرنا. من جهتها أكدت مصادر أخرى من السلطة المحلية، أن "ملف فيلا مدير الديوان لم يسلك المساطر القانونية المتبعة"، مثلما هو الحال بالنسبة للوكالة الحضرية التي نفت علمها بالفيلا المعنية بالهدم. وأفادت مصادرنا أن والي تطوان قد أحال مدير ديوانه على الهامش حيث كلف قائدة وموظف بقسم الشؤون العامة بالولاية بالإشراف على مهام إدارة الديوان، والبروتوكول، وهو الإجراء الذي لم يستسغه مدير الديوان الحالي الذي بدأ يستشعر أن أيامه أصبحت معدودة داخل المقر الولائي، بعدما أمضى أزيد من عشر سنوات في نفس المنصب، إذ تعاقب على كرسي الولاية أربعة ولاة خلال عهده. الفيلا المعنية، والتي كانت قد أثارتها عدة منابر صحافية خلال فترة تشييدها قبل أربع سنوات، والتي تمتد على مساحة تفوق الـ 428 متر مربع من ضمنها 177 متر مربع كمساحة مبينة، تجاور فيلات أخرى متوقفة لأسباب لم يتسن للجريدة معرفة ملابساتها، حيث أثارت انتباه والي تطوان خلال زياراته التفقدية المتكررة للمنطقة، إبان فترة تقلده مسؤولية تطوان قبل 5 أشهر. وكانت "المساء" قد أشارت في أعدادها السابقة إلى أن والي تطوان، قرر إعادة هيكلة عدد من المصالح والأقسام داخل الولاية، حيث "جمد" تقريبا كل الصلاحيات لمدير ديوانه بوشام، كما أنه حذر من مغبة عدم تساهله مع أي مسؤول كيفما كانت صفته، وهو التحذير الذي طال فيلا المسؤول، كخطوة أولية لإجراء إصلاحات تشمل مخلفات الفترة السابقة من الفساد الذي سكن دهاليز ولاية تطوان.وكانت ساكنة تطوان قد استبشرت على خبر تعيين وال جديد عليها قدم من عمالة المضيق-الفنيدق، وال نال استحسانهم لتأهيله لمدينة المضيق ثم مرتيل، لكن هذه الفرحة لم تدم سوى شهرا لتتحول إلى "مندبة" وحديثا للمواطنين عن هذا الوالي المعروف بهدمه لعشرات المساكن والعمارات في مرتيل من أجل هيكلتها. لقد انطلق الوالي الجديد فور تقلده مسؤولية تطوان في هدم العشرات من شقق ومساكن البسطاء المقيمين بأحياء متفرقة بحجة "محاربة" البناء العشوائي. لكن ما استنكره حينها المواطنون هو أنه بدلا عن ذلك كان عليه أولا مساءلة ومحاسبة أولئك الذين تركوهم يعيشون في أمان ولمدة العشرات من السنين دون أن تطالهم بيلدوزرات (الطراكس) الهدم، ابتداء بالوالي السابق ادريس خزاني ورجال السلطة. لقد أصبح سكان تطوان يطالبون الوالي بتطبيق القانون مع الجميع دون استثناءات وهو ما بدأت بوادره تتبين مع هذا القرار الأول من نوعه ضد مسؤول رفيع المستوى.
المساء -ت-احمد موعتكف.جمال وهبي