الاثنين، غشت 15، 2011











حركة 20 فبراير بتطوان تخرج بالآلاف في مسيرة ليلية ضد الفساد والاستبداد


والي الأمن بالنيابة ينزع مفاتيح محرك سيارة تحمل مكبرات الصوت ثم يضطر لإعادتها بعد تطويقه وحصاره بالشعارات


تصوير: أحمد موعتكف

جمال وهبي


خرج الآلاف من ساكنة تطوان مجددا أول أمس السبت في مسيرة ليلية انطلقت من ساحة التغيير "مولاي المهدي" لتنتهي في الساعة الواحد والنصف ليلا، بساحة "العدالة" المقابلة للمحكمة الابتدائية بتطوان. وعرفت مسيرة الحركة شدا وجدبا بينها وبين والي الأمن بالنيابة، سعيد العلوة، حيث اقدم هذا الأخير على التسلل ونزع مفاتيح سيارة نفل صغيرة كانت تحمل على متنها مكبرات الصوت، وذلك بهدف إخماد صوتها. وتم تطويق والي الأمن بالنيابة من طرف المئات من المشاركين في المسيرة الرمضانية، رافعين شعارات شديدة اللهجة تدين المسؤول الأمني، الذي اضطر إلى إعادة المفاتيح بسبب حالة الاحتقان الشديدة وقوة الشعارات التي تم رفها، خوفا نمن ان يصيبه ما أصاب والي أمن الدار البيضاء من محاصرة خلال قيامه بمحاولة مشابهة. و انطلقت مسيرة حركة 20 فبريار بتطوان من ساحة مولاي المهدي، التي كانت "محتلة" من طرف مجموعات غنائية للطقطوقة الجبلية، وفرق موسيقية أخرى، حيث رفعوا فيها شعارات وصفت السهرات المقدمة كل ليلة سبت في الساحة المذكورة بـ "الشوهة"، وشعارات تقول إنها "مهزلة، رمضان بالطبالة"، قبل أن يقرروا السير في مسيرة شعبية بشوارع الحمامة البيضاء

وتمكنت حركة 20 فبراير من اختراق الحاجز الأمني بالقوة، بعدما تم وضعه لمنع المشاركين من تنظيم مسيرة شعبية، وهو الاختراق الذي عرف تدافعا قويا بين المشاركين وعناصر التدخل السريع التي استسلمت للأمر الواقع بسبب حجم وكثافة المشاركين. وطالب الآلاف من شباب تطوان بإسقاط الفساد، ورحيل شركة التدبير المفوض للماء والكهرباء "أمانديس"، ومحاسبة ناهبي المال، كما نددوا بما وصفوه بـ "فساد" عمدة مدينة تطوان، محمد إدعمار، عن حزب العدالة والتنمية، وباشا ووالي الإقليم، محمد اليعقوبي، مثلما طالبوا بإقرار ديمقراطية حقيقية، وحرية التعبير وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين. ورفع المتظاهرون خلال وقفتهم التي تحولت إلى مسيرة ليلية حاشدة جابت بعض شوارع تطوان، شعارات مناوئة لما أسموه بـ "فساد السلطة والمنتخبين" والبرلمانيين كما أكدوا على سلمية مسيرتهم، بعد اعتراضها د بملتقى شارع الوحدة وشارع الجزائر من طرف بضعة أشخاص مؤيدين للنظام من الذين تسميهم الحركة بـ "البلطجية العياشة" تتقدمهم سيارة نقل بمكبرات صوتية، "لم يتم سحب مفاتيح محركها" يندد عضو من الحركة، حيث لم يترددوا هؤلاء في رفع شعارات تمجد بالنظام.

وحضرت في مسيرة يوم السبت الماضي أعداد كثيرة من الشابات والنساء، حيث رفعن شعارات "ضد نهب المال العام، وتبذيره في مهرجانات موسيقية"، في الوقت "الذي يكابد فيه المواطن المغربي ضنك العيش"، كما أكد الناطقون باسم المسيرة التي انطلقت بعد أداء شعائر صلاة التراويح، أنها ما مازالت مصرة على مطالبها العشرة، والتي انضافت إليها مطالب أخرى كمغادرة السفير السوي المعتمد بالمغرب التراب الوطني، وأخرى تندد بـ "المجازر المرتكبة من طرف نظام معمر القذافي بليبيا وجابت مسيرة حركة 20 فبراير بتطوان، على غرار المسيرات السابقة عددا من شوارع وسط المدينة، انطلاقا من شارع محمد الخامس، فشارع يوسف بن تاشفين، والوحدة، مرورا بشارع 10 ماي، فساحة العدالة، مرفوقة بمختلف العناصر الأمنية والاستخباراتية. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الدولة المغربية بـ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية" وأخرى تقول تندد بالإعلام المغربي، الذي وصفته بـ "الخارج عن التغطية"، كما لوحظ مشاركة عدد من الشباب مرتدين العلم الأمازيغي، فيما رفع مشارك آخر في المسيرة الشعبية تطالب بمجلش إقليمي موحد، وتندد بما وصفته لـ " الحد من تمزيق جغرافية المدينة" عبر خلق عمالات صغيرة لا ترقي لمستوى كثافة الساكنة، وأخرى تعلن تضامن الحركة مع الشعب السوري، ضد المجزرة التي يتعرض لها، والتي خلفت لحد أكثر من 2300 قتيل في صفوف المدنيين على أيد النظام البعثي.وشارك إلى جانب متظاهري حركة 20 فبراير بتطوان، ناشطون من جماعة العدل والإحسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب النهج الديمقراطي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، واليسار الاشتراكي الموحد، حيث هتفوا بـ "لا لتراكم الثروة والسلطة" و"يحيا الشعب" وهتافات أخرى رافضة للدستور الجديد. وتبين مرة أخرى في مسيرة تطوان استمرار التصعيد سواء في طبيعة في لهجة شعاراتها، خصوصا تلك التي تمس "القداسة"، من قبيل "العظمة لله وحده" و"يعيش الشعب"، أو في عدد المشاركين، مؤكدة في نفس الوقت أنها حركة "صايمة وما مفاكاش"، وأن النسيم العربي للحرية والعدالة الاجتماعية، والانعتاق من الفساد والاستبداد لم ينته بعد.